واقع اليوم بين قراءة الأمس واستشراف الغد (1)

بواسطة Admin
0 تعليق

4 June 2016

لستُ مع الاسقاطات، وقطعًا، ألف (لا) للتوقيت، فالأمر يتعلَّق بنفسية الإنسان أكثر من تعلُّقه بعقله، ولذا كانت التوقيتات والاسقاطات طرقًا سريعة للاستخفاف بالعقيدة والتململ من خطابها، هذا وبالرغم من أنَّنا نقف أمام مجموعة كبيرة من الأحاديث قد تواتر مضمونها وكذا بعض ألفاظها، تتحدَّث عن الإمام المهدي بن الحسن (عليهما السلام) وأحواله من الغيبة حتَّى الظهور، وفيها الكثير من أحاديث الملاحم والفتن التي تُوقِفُنا على وقائع الزمان بين يدي الظهور المقدَّس للإمام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، ومنها حديث استوقفني كثيرًا، وشكَّل في داخلي مجموعةً من العناوين التي أحتاج إلى ترتيبها والعمل على تنسيقها بحيث أنتهي من خلالها إلى منظومة فكرية أستوضح وأستشرِفُ بها صورةَ الغد.

قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): “لتأتيَنَّ على أمَّتي أربعُ فِتن:

الأولى تُستَحَلُّ فيها الدماءُ، والثانية ُستَحَلُّ فيها الدماءُ والأموالُ، والثالثة ُستَحَلُّ في الدماءُ والأموالُ والفروجُ..

والرابعة صمَّاءُ عمياءُ مُطبِقةٌ، تَمُورُ مور السفينةِ في البحر، حتَّى لا يجد أحدٌ من الناس ملجأً.

تطيرُ بالشام، وتغشى العراق، وتخبطُ الجزيرةَ بيدها ورجلها. 

يَعرُكُ الأنامَ فيها البلاءُ عركَ الأديم، لا يستطيع أحدٌ أن يقول: مه مه!

لا ترفعونها من ناحية إلَّا انفتقت من ناحية أخرى”.

ليس الكلام في نفس استباحة نهب الأموال وإراقة الدماء وهتك الأعراض؛ فهي كلُّها نتائج لمقدمات أنتجتها، وطالما أنَّها من الأمور المحتومة، فلا أقل من أن نعمل على أن لا نكون تحت سيطرة مقدماتها؛ حيثُ إنَّ من يُنكر هتك الأعراض، ويرفض إراقة الدماء، ويستحقر نهب الأموال، ليس من البعيد أن يُريِقَ غدًا ويهتك وينهب بعناوين تُشرعِنُ ما يرتكبه، فتكون جرائِمُه فضائل وموبقاتُه كرامات!

أُثير هنا مسألةً، ثُمَّ أُرَحِّلُ التفاصيل للحلقة القادمة إن شاء الله تعالى..

كلُّنا نشهد الانتشار الكبير لمشاهد القتل والذبح والتمثيل بالجثث وما نحو ذلك مما كنَّا لا نتمكَّن من مجرد الحديث عنه، فضلًا عن مشاهدته ونشره لمرات ومرات، ولكنَّنا اليوم نعيش تطبيعًا متقدِّمًا مع الإباحية على مختلف المستويات المالية والجنسية والتوحشية، والغريب أنَّ يكون ذلك تحت عناوين تكاد أن تكون مُقدَّسة، إن لم تكن مقدَّسةً بالفعل.

نقترب اليوم إلى أن نكون على مسافة واحدة من مختلف القضايا..

هذه فرحة بمولود جديد، وهذه رصاصة تُمزقه..

هذا عرَقٌ يتصبَّبُ على طريق الكدِّ والفوز بلقمة حلال، وهذا تضخم مالي من أكل أموال الناس بالحرام..

هذه تزوجتْ فحمَلتْ ثُمَّ أنجبتْ، وهذه هُتِكَ عِرضها فحملتْ ثُمَّ أنجبتْ..

قد نتأثر قليلًا، ولكنَّ مستوى التأثر ليس كالسابق، ويظهر أنَّه في الغد أقل، والسؤال هو:

لماذا؟ وهل هو أمرٌ مُدَبَّر؟ وما هي الغايات؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟

دعوني أُثَنِّي بسؤال تُبَرِّرُ إجابَتُهُ ما أُثيره هنا:

هل هذا التنظيم الضخم لـ(داعش) وليد أحداث 2010 ميلادية؟

لا يمكن أن يكون ذلك.

فمنذ متَّى وهم يُعِدُّون هذه القوة التي استدعت تحالفات دولية لمعالجة أمرها، وليس للقضاء عليها، فالقضاء عليها ليس بالأمر الهين.. هي دولة.. بالفعل دولة..

كم عمرها يا تُرى؟

السيد محمَّد علي العلوي

27 شعبان 1437 هجريَّة

4 يونيو 2016 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.