قراءة في كتاب النحو الشافي
للدكتور محمَّد حسني مغاسلة
“1/كنتُ عصر اليوم زائرًا لإحدى المكتبات، وتصفحتُ في ما تصفحتُ كتابًا في علم النحو بعنوان (النحو الشافي) للدكتور محمَّد حسني مغاسلة، وقد شدَّني تبويبه ولمست ابتكارًا في أسلوبه، فابتعتُه دون تردد وشرعتُ توًّا بقراءته، ويبدو أنَّني قد أصبتُ الهدف..”
“2/ أعجبني كثيرًا في الكتاب اعتماد الدكتور المؤلف التقديم بمبادئ تصورية قبل المطلب المقصود، وهذا يضع القارئ بشكل عام والدارس بما أنَّه كتاب نحوٍ على علو إشرافي على خطوط وزوايا الفكرة، وهو منهج بديع يكشف عن تمكُّن الكاتب ورسوخه”
“3/ لكل الأحبَّة من الإخوة والأخوات الذين يريدون تعلُّم نحوَ العربيَّة، ولكنَّهم يحجمون لما زَرعتِ المدارسُ فيهم من صدود عنه بحجَّة جموده وجفافه.. أقول من بعد ردِّ هذه الفرية السخيفة: عليكم بشافي الدكتور مغالسة، فهو بالفعل دواء شاف من أدواء نشرتها نفوسٌ لا تعي معنى العربية ولسانه الذي هو غير ذي عوج.. الكتاب سهل العبارة، يقدِّم بمبادئ تصورية ميسرة، كما وأنَّ كثرة الأمثلة والشواهد ميزة تميز بها.. عليكم به..”
“4/ بالطبع فإنَّه ليس من الصحيح -تصوري- المقارنة المطلقة بين المصنفات، ولكنَّها مفيدة من حيثيات واعتبارات معينة، وهذا الكتاب الشافي مؤهل لاحتلال مركز الصدارة بين الكتب التأسيسية في علم النحو الجليل، وقد ذكرتُ سابقًا تميزه في البعد التصويري للمسألة النحوية، وقد لفت انتباهي الآن قدرته على إحداث حالة جميلة من الألفة بينه وبين القارئ، وخصوصًا على مستوى المصطلحات الخاصة، وهذا أمر مهم جدًا في علم المنهج.”
الكتاب اسم على مسمى، فهو النحو الشافي، وهو بالفعل شاف، فقد تميز وبجدارة في استعراض الصورة التوضيحية للمسألة النحوية قبل استعراضها، وبالتالي فإنَّ تميزه كان في منهجية طرح المسائل النحوية، وقد ظهرت مراعاة الكاتب للجو العام المتسم بالسلبية تجاه علم النحو خاصَّة وعلوم اللغة العربية بشكل عام.
أعتقد بأنَّ هذا الكتاب يعالج الحالة النفسية المعقدة في تعاطي المجتمعات العربية مع لغة القرآن العظيمة، ويتجاوز بهم حواجز مصطنعة تبعدهم عن روعة العربية وجمالها ودقَّة ضوابطها كمجموعة عزيزة من الدوال التي لا نظير لها على المقاصد.
كتاب أحببته وأحب للجميع قراءته بنفسية منشرحة على لغة بيانية عظيمة، وهي اللغة العربية.
السيد محمد علي العلوي
7 فبراير 2016 ميلادية
http://www.goodreads.com/review/show/1521014395