نِتَاجُ الشَعَائِرِ

بواسطة Admin
0 تعليق

30 Oct 2014-1

إنَّه ومثلما قال الله تعالى (بَلِّغْ) و(ادْعُ) على صعيد الفاعل، فإنَّه قال (قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) على صعيد القابل، فالفاعل مهما كان متكاملًا في تبليغه ودعوته، فإنَّ القابل لا يتغير ولا يستفيد ما لم يرفع الموانع ويُقْبِل على فعل الفاعل عقلًا وقلبًا.

يبدو أنَّ العمل الشعائري صورةً، لا يزال في تقدُّم على مختلف الأصعدة، فالمجالس قائمة والمواكب سيَّالة وكذلك المسرحيات والتمثيليات والتشبيهات وما إلى ذلك مما من شأنه إيصال الفكرة الكربلائية إلى الأذهان ما إن تطرقها، خصوصًا مع الحضور الفضائي للقنوات الشيعية التي تستنفر طاقاتها في هذا الموسم المعظم.

نعم، هذا بُعْدٌ محوري في القضية الشعائرية، والعمل فيه قائم على قدم وساق من الكبير والصغير، ولكنَّ السؤال عن بُعْدٍ محوري آخر، هو:

أنا كشيعي.. أنت كشيعي.. أنتِ كشيعية.. نحن كمجتمع شيعي، كم من المنظومة الحسينية حققنا في أنفسنا؟

وبعبارة أخرى: ماهو مقدار الاستفادة التي حققناها في أنفسنا ثقافة وسلوكًا وفكرًا بإيحيائنا للشعائر الحسينية؟

علينا أن نسأل:

ماذا يريد لنا الإمام الحسين (عليه السلام)؟

ماذا يريد الأئمة (عليهم السلام) من قول غير واحد منهم: “أحيوا أمرنا”؟

عندما يشارك أحدُنا في الحضور المأتمي أو الموكبي، فهذا أمر مطلوب ويُنال الأجر عليه إن شاء الله تعالى، ولكن، ماذا بعد هذه المشاركة؟ هل هو النوم ثم النوم ثم شيء من (السوالف) وينتهي الأمر؟

عندما يرفع الإمام الحسين (عليه السلام) عناوين الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض البيعة ليزيد، فإنَّ من وراء هذه الشعارات تقف قوة علمية وطاقة عبادية تمسكان بناصيتها ، فلا إصلاح بلا علم، ولا أمر بمعروف بلا علم، ولا نهي عن منكر بلا علم، ولا قرار حكيم بلا علم.. ولا علم بلا عبادة..

ولذلك: كم قرأ كُلُّ واحد منَّا عن تحليل السيرة الحسينية وفلسفتها، وكم منَّا تتبع الدراسات والبحوث العلمية حول مفردات النهضة الحسينية؟

إننا عندما نُصِرُّ على إحياء شعائر القضية الحسينية، فعلينا أن نواجه أنفسنا بمجموعة من الأسئلة التقييمية، مثل:

ماذا أحيينا في أنفسنا من تلك القضية؟

هل تمكنَّا من إحياء المحافظة على أداء الصلاة في أول وقتها كما هو الحسين (عليه السلام)؟

هل تمكنَا من إحياء الاندفاع نحو إعمار المساجد بصلاة الجماعة إحياءًا للشخصية القرآنية التي أسال الحسين (عليه السلام) دمه ثمنًا لها؟

تعالوا لنطرح مثل هذه الأسئلة على أنفسنا قبل حمرة ليلة العاشر من المحرم، لعلنا نحقق المعادلة ونفوز بما أراد لنا الحسين (عليه السلام) الفوز به.

  

السيد محمد علي العلوي

5 من المحرم 1436 هجرية

30 أكتوبر 2014 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.