أسمع همهمات تختلج في الصدور.. دموع صامتة في وسط بركان ساكن من آهات ملتهبة..
هدير ينتشر على سواحل القلوب.. “سبحانك يا لا إله إلا أنت.. الغوث الغوث أغثنا من النار يارب“
مقطع توحيدي يتفتق عن تسع وتسعين غيره لتتم مقاطع جوشن القدر مئة لا تزيد..
في لحظة ما أدركت آنها.. ضحكتُ.. سكتُ ثم ضحكتُ ثانية..
نظرت إلى نفسي والخلائق..
أشفقتُ.. خجلتُ.. وتواريتُ عنها مخفيًا بلاهتي..
يقول مِن على عرشه مُعلِّمًا:
“يَا مَنْ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُهُ، يَا مَنْ لَحِقَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يَا مَنْ بَلَغَتْ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُهُ، يَا مَنْ لَا تُحْصِي الْعِبَادُ نِعَمَهُ، يَا مَنْ لَا تَبْلُغُ الْخَلَائِقُ شُكْرَهُ، يَا مَنْ لَا تُدْرِكُ الْأَفْهَامُ جَلَالَهُ، يَا مَنْ لَا تَنَالُ الْأَوْهَامُ كُنْهَهُ، يَا مَنِ الْعَظَمَةُ وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ ، يَا مَنْ لَا تَرُدُّ الْعِبَادُ قَضَاءَهُ، يَا مَنْ لَا مُلْكَ إِلَّا مُلْكُهُ، يَا مَنْ لَا عَطَاءَ إِلَّا عَطَاؤُهُ“
هو هو.. هو هو بيده كل شيء.. هو هو من يغير ويبدل ويصلح ويصحح..
لا يريد منا غير الإرتماء على بابه فيرسل السماء علينا مدرارًا، ويزدنا قوة إلى قوتنا، ويفتح لنا أبواب الخيرات..
ولكننا نصر بشكل (مضحك) على بلاهتنا أقزام أمام عظمة جبار السماوات والأرض، موكلين أمورنا إلى أنفسنا وكأن شيئًا بأيدينا!!
نظرت حولي.. ثم دخلت منطويًا على نفسي، فوجدتني وغيري نلهث ونلهث في ميادين هي لله وحدة، فلا نصيب خيرًا ولا ندفع ضرًا، بل كل ما نصنعه أننا نتخم بطوننا وأوداجنا تيهًا وضلالًا وضنكًا وعمى..
كل هذا منا، والمعادلة المحكمة أمام نواظرنا..
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)..
متى نعيها ونعمل بها لنجني ثمارها؟
واقعًا.. لا أدري.. ولا زلت أضحك..
السيد محمد علي العلوي
ليلة ٢٣ من شهر رمضان ١٤٣٤ هجرية
١ أغسطَس ٢٠١٣ ميلادية
الساعة ٢:١٥ ليلًا