أنتم ملوك الدنيا، والدليل (Panadol & Vicks)..!!

بواسطة Admin
0 تعليق

 

vickshead

هي لحم ودجاج وسمك و(عيش)، وقليل من البربير والبقل والخس، وإن لم يكن ذلك فباقلاء يكفي وإن لم تكن معه طاسة من الروب، وحتى لو غاب هذا فـ(ملة) شاي مع الحليب مع قطعة من (البغصم)..

إن كانت الظروف جيدة فلا بأس بسيارة غالية، وإلا فالـ(بيك أب) لن يغير من نفسيتك حتى لو كان من غير مكيف، ولن تمانع لو عز؛ فالنقل العام حاضر وحتى الـ(لفت) لن يحجبك عن مقصدك أبدًا، وفي سعادة تكون إن حصلت على (سيكل) لا أتصورك تتركه من غير تزيين وبعض (الفنتكات)..

ولو فقدت الحذاء فإنك لن تتكبر على ذاك القديم الذي يلبس سريعًا حتى وأنت في حالة جري وعدو، بل أنك تلعب به كرة قدم و(تتهاوش) والغريب أنه (صموووود) بين أصابع رجليك، وإن حدث وانقطع فعندك عشرات الطرق لإصلاحه في نفس اللحظة ومن غير أي تعب..

ليس في الأمر مشكل لو عملت زراعًا أو قارئ عدادات أو حمالًا في السوق المركزي، أو أي (شغلة) تنتهي بيومك إلى دينار أو دينارين..

تنام من كل (رأسك) في غرفة يشاركك فيها أخوانك وأبناء عمومتك و(الصبيان) من الفريق، ولا ضير لو لم يكن عندك (دوشق) بل ولن تشترط مخدة..

أنت طموح وتريد الأفضل، ولكن الدنيا في تنكبها لا تتمكن من كسرك وإن كشرت عن أنيابها، فأنت في كل الأحوال ملكٌ تملك نفسك..

أما ذاك (المصنوع) ومن صنعه ومن أمر بصنعه.. كلهم لا يشعرون بطعم الحياة ولا يذوقون حلاوة الهواء..

لو أن الواحد منهم يلبس مثل الذي تلبس لأصيب (بحكة) جلدية توتر أعصابه وتعكر مزاجه وتضيق صدره، وإن فكر من صغره أن يكون مثلك فإن أول ما يفعله الإنتقام من نفسه ومن أهله وعشيرته، ففي جسده تنتشر آثار الحروق والكدمات التي يحدثها هو في نفسه بمحض إرادته، ولن تجده إلا متمردًا على كل شيء في الحياة ليبقى حتى مماته عبدًا لأمراضه النفسيه..

وإن لم يكن كذلك فاللحم منه ممنوع، والدجاج ممنوع، والسمك ممنوع، وحتى التمر يخافه، وإن خسر مالًا أو فقد تجارة فيالسرعان (الجلطة) إليه..

في (الهواش) ينطلق من منطلقات الإنتقام والدموية وكأنه (ضبع) يستقذر حتى نفسه!!

إن مرض فمستشفيات العالم يزورها ويدفع الآلاف من جيبه ومن جيب من يمنّ عليه من سادته، إلا أنه لا ينال شيئًا من الشفاء..

أما أنت أيها الغالي يا ابن هذه التربة الطيبة فلا تذكرني بأحوالك في المرض غير تاج رأسي ونور عيني أمي الغالية وهي تضع حبة (Panadol) تحت لسان من يشتكي مرضًا منا، ثم أنها (تدبغ) جسمه بـ (Vicks) وتغطيه بستمائة لحاف حتى يسبح في بركة من العرق، ولن يدوم الأمر إلا ساعات حتى يذهب المرض و(أبو المرض)، وإن عاند قليلًا فإنه (رعاها الله) تأخذنا إلى المرحومة (زليخا) في منطقة الخميس (للمراخ) وتقوم هذه الأخيرة بإدخال (إبهامها) الغليظ في حلق الواحد منَّا حتى (يكح) من أم رأسه.. هههههه وينتهي كل شيء..

وإن استدعى الأمر زيارة للطبيب فالمركز الصحي أو السلمانية ولمزيد من (Panadol).. فهل هو مثلك؟

بالرغم من سيل المأسي والبلايا التي تعزف ألحانها على أوتار حياتك، إلا أنك تضحك وتقول النكات وتخرج في الشارع تصرخ بما تريد.. بفانيله (جاسم) و(صروال) وصاحبك المطيع (نعال أبو نص دينار)..

أما هو فلا يخرج من داره إلا والحذر يتخطف نبضات قلبه، وإن نام فلا شك في أن الكوابيس لا تفارقه.. منهم من هو هكذا ومنهم من لا يخرج إلا متلثمًا، ومنهم ومنهم ومنهم..

ملؤهم الأمراض النفسية المعقدة التي لا يصعب كشفها على الإطلاق، فبمجرد ان تطالع خطاباتهم وردودهم وتعليقاتهم و(تغريداتهم) فإنك لن ترى غير السب والشتم وألوان التقيحات والقذارات، وكلها لا تدل إلا على نفسيات معقدة واضطرابات نفسية لا أتصور لها من علاج..

ولكنك أنت أيها الشرف.. أيها الكرامة فـ(مشمر) أمك يغنيك عن الدنيا وما فيها..

دمت بخير أيها البحراني المعافى من أمراض هذه الدنيا الدنية.. والله يحرسك بعينه التي لا تنام..  

 

السيد محمد علي العلوي

12 ذو الحجة 1433هـ / 28 أكتوبر 2012م

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.