(الواحد) في الحقِّ وفي الصح، عبارةٌ عن عنوان بحدود تنضوي تحتها مجموعة من العناوين..
مثلًا..
الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) عنوان له حدود، منها (العصمة)، ومنها (اللدنية في العلم)، وغيرها من الحدود التي يجوز الاختلاف فيما دونها ما لم يخرج بالمختلف عنها.
فالوحدة في العنوان الأعلى وحدوده، والتعدُّدية المقبولة، بل الطبيعبة، في كل ما تحدُّه تلك الحدود..
لابدَّ لنا من الوقوف بوضوح على العناوين العليا وعناوين الحدود؛ فنتمكَّن حينها من فهم واستيعاب بعضنا البعض على أرقى المستويات..
أنا غير مقتنع بطُرق وأساليب البرمجة اللغوية (nlp)، بل قناعتي على خلافها، غير أنَّ هذا لا يدعو ولا يسوِّغ لي التهجم على من يرى صحتها ومن يمارسها فعلًا من طلبة العلم والخطباء والمحاضرين، فهي قطعًا ليست انحرافًا في العقيدة ولا في الفقه، ولا هي في نفسها مخلَّة بمقام طالب العلم.. نعم، حقُّ النقد محفوظ دائمًا بشرط التزام الأدب وأصول الطرح المتَّزن..
فليكن هناك من يراها (nlp) ويعمل بها طالما أنَّ العنوان الأعلى يستوعبها بشكل طبيعي..
هناك من يرى ضرورة أن يحافظ طالب العلم على وجاهته وثقله الخاص بين الناس، ولا يظهر بينهم بغير العمامة والصاية والعباءة (البشت).. هذا رائع، وهي قناعة موجودة ولها أهلها..
فليكن هناك من يراها ويعمل بها طالما أنَّ العنوان الأعلى يستوعبها بشكل طبيعي..
هناك أيضًا من يرى الفائدة في النزول إلى الناس ومخالطة الشباب وملابستهم من مختلف الجهات الممكنة والمعقولة..
فليكن هناك من يراها ويعمل بها طالما أنَّ العنوان الأعلى يستوعبها بشكل طبيعي..
لا يمكن أن نجعل من العناوين المنضوية عناوين عليا، ونفرضها على الجميع ونسعى لجعل كافة العقليات عقلية واحدة!! هذا غير صحيح..
وليس من الصحيح التهجم على من يسلك مسلكًا لا نرى صحته طالما أنَّه من المسالك المنضوية تحت العنوان الأعلى..
نصحني أحدُ الفضلاء بتغيير أسلوبي في الكتابة لأكون أقرب إلى مختلف فئات المجتمع، فاعتذرتُ منه كثيرًا، إذ أنَّ أسلوبي في الكتابة هو أنا، وهناك من يقرأ لي، فإن تمكنتُ من التغيير بما يناسبني فبها، وإلَّا فلن ألبس ثوبًا غير ثوبي..
عندنا مجموعة كبيرة من العلماء وطلبة العلم بتلاوين مختلفة وأساليب متنوعة، ونرى جمهور المؤمنين موزَّعًا عليهم كل بحسب ما يناسبه..
هذا رائع جدًّا ما دام الأسلوب في ضمن العناوين المنضوية تحت العنوان الأعلى..
فلنستوعب بعضنا البعض، ولنحذر حذرًا شديدًا من اختلاق مواقع غير صحيحة لعناوين نبتدعها فنضيق بها على أنفسنا، ونصادر بسلطتها خيارات الآخرين..
نُشِر في 10 مايو 2020 للميلاد