قيمة مبدئية في عقلية النقد الحكيمة والناضجة..

بواسطة Admin
0 تعليق

للنقد الموضوعي قيمة عالية في التقويم والتصحيح والبلورة والإنضاج..

أطرحُ هنا قيمة مبدئية في عقلية النقد الحكيمة والناضجة..

في خصوص مناقشة أو نقد منهجية أو مدرسة أو رؤى ونظريات أو مباني علمية لأيِّ كيان شيعي، فردًا كان أو جماعةً، فمن الأهمية بمكان، بل من الضروري جدًّا تحمل مسؤولية احترام وتقدير، بل وتعظيم الجهة التي تتبنى موضوع النقد..

إنَّ عبارات وتراكيب التوهين والتضعيف كثيرة جدًّا، وأكثر منها التراكيب الإيحائية، ولكنَّ هذا ليس من فنون الكتابة والطرح، بل هو على العكس تمامًا..

نفخر كثيرًا في تشيُّعنا العظيم بأعلام عظماء، مِنهم الأخباري ومنهم الأصولي، ومنهم مَن يعتمد الوثوق ومنهم من على الوثاقة، ومنهم من يرى قبح العقاب بلا بيان ومنهم من يذهب إلى مسلك حقِّ الطاعة.. وغير ذلك..

عندما يتوجَّه باحثٌ لمناقشة توجُّه رجالي أو درائي، أو فقهي أو أصولي، أو تفسيري أو غير ذلك، فليكن على وعي بمقامات سادتنا العلماء وقادتنا الفقهاء مهما اختلفت توجهاتهم ومبانيهم في حدود أصول مذهب أهل البيت (عليهم السلام)..

هؤلاء جنود صاحب الزمان (أرواحنا له الفداء) الذين حفظ بهم التشيُّع وسلامة الإيمان في النفوس.

قد يُقال:

هناك مِنْ نفس أكابر العلماء مَن لم يتعامل مع نظرائه بهذه الصورة!

فأقول:

كلامي في وظيفتنا الأدبية العلمية، وهي لا علاقة لها ولا تتأثَّر بما يُخالفها من كتابات أو ما شابه. فهذا الإيراد ليس في محلِّه، كما وأنَّه خارج عن الموضوعية.

كما ومن الجدل المقيت الإصرار على تجويز عدم الاعتناء بالاحترام والتقدير بحجَّة: (عدم ثبوت الصغرى)!!

فيُقال:

نفهم وجوب توقير العلماء، ولكنَّنا لا نُسلِّم بهذا أو ذاك مصداقًا..!

لأنَّنا نردُّ بحزم:

الأصلُ هو الحمل على حسن السريرة والنية، والاحتياط في التعامل مع المؤمنين بالبناء على الصحَّة وطيب الدواخل.

كما ونقول:

الكلام في العالِم كلامٌ في مقام العلماء، والتهاون في الإساءة لفرد منهم بابٌ للإضرار بمقام المجموع، فلننتبه جيدًِّا، ولنجنِّب أنفسنا نارًا وقودها الناس والحجارة..

ذكرى لنفسي الجانية وإخواني من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام).. وهي قوله (صلوات الله وسلامه عليه):

“لو سكَتَ الجاهِلُ ما اختَلَف الناس”

ومن الجهل العظيم الخطير التهاون في احترام العلماء وتوقيرهم.

أمَّا من خرج عن سمت العلماء وقدسية الحوزة العلمية الشريفة، فحتَّى هذا لا يضطَرُّ الباحثَ لتسقيطه أو ما شابه، ويكفي في مقام النقد الطرح العلمي القوي، خصوصًا في التأصيلات والتأسيسات.

تاريخ المنشور: 30 يناير 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.