جمال بلماضي.. هو مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم، فاز معه مُؤخَّرًا ببطولة كأس أمم أفريقيا بعد أن شكَّل فريقًا قويًّا على مختلف المستويات المطلوبة في لعبة كرة القدم..
صرَّح بلماضي اليوم وقال:
“علينا التأهل لكأس العالم أوَّلًا، وسندخل البطولة للفوز بها. هدفي مع هذه المجموعة أن أجعلها تؤمن بالمستحيل”
هل هناك من يحتمل فوز المنتخب الجزائري لكرة القدم ببطولة كأس العالم؟؟!!
قد يقال: هذه أوهام، وينبغي للعاقل أن يكون واقعيًا..
أقول: الواقعية في نظر هؤلاء هي أن يكون الإنسان عبدًا رقًّا للدونية واستصغار النفس بحجَّة الواقعية والابتعاد عن المثالية والأحلام الوردية..
لا.. لا هي أحلام ولا أوهام ولا أماني لا تُنال، بل هي قضيةٌ مُختصرةٌ في أمرين مُهمَّين:
الأوَّل: أهمية وضرورة علو الهمَّة، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “قدر الرجل على قدر همته”، وفي الدعاء يسألُ الإمام السجَّاد (عليه السلام) اللهَ تعالى “من الهمم أعلاها”..
الثاني: الابتعاد، بل النفور الحقيقي من النظرة الدونية للنفس في قبال نفخ الغير وتضخيمه..
عندما يحترم الإنسانُ نفسَه، ويُؤمِنُ بأنَّ الله تعالى لا يمنع عطاءه مُجِدًّا ساعيًا، وهو القائل: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا)، فحينها فقط يكون قادرًا على صناعة حضارته..
إنَّنا في حاجة متعاظمة لمثل هذه الروحيات التي تحمل تطلعات وطموحات عالية، فتضعها في رؤية وخطَّة على آماد ثلاثة، قريب ومتوسط وبعيد، وتكون مستعدة دائمًا لتسليم راية العمل إلى من يأتي بعدها، فالأهمُّ الأهمُّ الأهمُّ أن يكون الخير وثماره للجميع، سواء كان وقتُ القِطاف اليوم أو بعد مئة سنة..
تاريخ المنشور: 16 يناير 2020 للميلاد