هنالك أسرار عظيمة في نعي سيدتنا الزهراء (عليه السلام) والبكاء عليها بكاء إعوال وانتحاب..
إلى درجة أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) جعل، في تصوير دقيق بليغ، مسؤولياته وملازماتها وما يقترن به في كفَّة رجحت عليها كفَّة بقائه عند قبر الزهراء (عليها السلام) معولًا!!
فلنتأمَّل.. فلنتدبَّر..
ودَّعَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) قبر الزهراء (عليها السلام)، وقال مُسلِّمًا:
“سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ ، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ ، .
وَإِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ، وَاهَ وَاهًا
والصَّبْرُ أَيْمَنُ وَأَجْمَلُ، وَلَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ
وَاللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً، وَلَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَى عَلَى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ، .
فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرًّا، وَتُهْضَمُ حَقَّهَا، وَتُمْنَعُ إِرْثَهَا، .
وَلَمْ يَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ، وَلَمْ يَخْلَقْ مِنْكَ الذِّكْرُ، وَإِلَى اللَّهِ .
يَارَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَى، وَفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ،
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، وَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَالرِّضْوَانُ”.
أمر مولاتنا الزهراء (عليها السلام) بعيد عن منالات إدراكاتنا..
آه وآه جدَّتاه..
تاريخ المنشور: 8 يناير 2020 للميلاد