رؤوس.. أجساد.. أعضاء وأوصال مقطعة مجزَّرة، تنتشر صورها بتحويلةٍ يصنعها إصبعُ إنسان.
بعضهم يقول: يجب فضح هذا الوجه القبيح للأرهاب والإجرام.
ويقول آخرون: في نشر مثل هذه الصور استيفاء لبُعدٍ حقوقي.
سواءٌ كان هذا أو ذاك، فلا مفرَّ من قسوةٍ انتهكتْ حرمات القلوب، فأمست مثلُ هذه المشاهد مقصدًا للرجال والنساء كبارًا وصغارًا، يتفحَّصون كلَّ جزء فيها قبل تمريرها للعشرات، وتستمر الدورة دون أكثر من مجرِّد استرجاع وحوقلة ودعاء على الظالمين..
أمَّا المشهد المروع، فبعد أن كان إنسانُنا يهتزّ بشدَّة لوخزة دبُّوس تصيب فيلًا في حديقة الحيوانات، فإنَّ أُنْثَاه اليوم تُرسل مشاهد الذبح والقتل والتعذيب (مع قليل انزعاج لن يبقى طويلًا)..!
يعلمُ صنَّاعُ القرار في العالم، وتعلمُ وكالاتُ الأنباء ومؤسَّساتُ الإعلام الدولي بوحشية طوائف من بني الإنسان، يعلمون لأنَّهم من أهمِّ روافد ذلك التوحُّش، ومثلهم تعلم منظَّماتُ حقوق الإنسان وأشباهُها، فما هو المُرجِّح يا ترى لنشر صور الإنحطاط البشري الوحوشي؟
اسألوا علماء النفس عن ثقافة وممارسة نشر مثل هذه الصور والآثار المترتبة عليها، وسوف يأتيكم الجواب:
(إنَّه تذكيةٌ وتنمية لثقافة التطبيع مع الوحشية السبُعية، وإخمادٌ لأنفاس الإنسانية)
فلِنشر هذه الصور وتداولها دور في إشاعة الجريمة بنسبة ما..
أرادوا لنا قتل كل معاني الإنسانية فينا، وأعنَّاهم على مقاصدهم وأكثر، فأدخلنا أنفسنا في دوَّامات لا لون لها غير الأسود والأحمر، وأصبحت كلُّ أفعالنا المتوحِّشة مبرَّرة لمصلحتها.
#توقفوا_عن_نشر_صور_الدم
التوقيع:
مناهضة التطبيع مع التوحُّش
٢٢ مايو ٢٠١٥م