تُعْقَدُ سنويًا ودوريًا الكثير من المؤتمرات الرسمية على مستوى رؤساء الدول وما دون ذلك، فتصرف عليها الملايين من الدولارات من أجل انجاح صورتها وشكلها الخارجي، ولكن الشعوب تطالب دائمًا بمعرفة ما تنتجه هذه المؤتمرات وخصوصًا تلك الشرق أوسطية، ولأن النتاج أقل من الطموح فقد أمسى الناس غير مكترثين بمؤتمر يعقد هنا أو اجتماع يقام هناك.. ولهم الحق في عدم اكتراثهم هذا..!!
ليلة البارحة.. كانت مساء السادس من المحرم، وهي ليلة يخصصها الشيعة الإمامية (أيدهم الله) لإحياء ذكرى بطل كربلاء أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وكلنا يعلم طبيعة هذه الليلة بما تحمله للموالين من مشاعر الحزن والألم لما جرى على عضيد الحسين (عليهما السلام) وكيف أنه كان متعلقًا أيما تعلق بقضية وعده للسيدة الطاهرة سكينة بنت الحسين (عليها السلام)..
نعم.. كان البكاء ليلة البارحة بكاء استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو العباس ونحن الموالون، وكيف لا يبكي الموالون عباسهم؟؟!!
هدأت الأصوات وبقيت الآهات تتفجر من الصدور حرقة على رائد البطولات الولائية العباس بن علي (عليهما السلام)، وحينها ازدحمت الأفكار في رأسي… بكينا.. أعولنا.. تأوهنا..
كل هذا حسن مطلوب، فهو مما يحط الله تعالى به عظام الذنوب.. ولكن..
ماذا بعد البكاء والحرقة والألم؟ وماذا بعد أن تُحَطُّ ذنوبنا في حينها؟ هل انتهى الأمر وبقى أن ننتظر حتى العام المقبل لنعيد البكاء والعويل والتأوه في الوقت الذي تنتهكنا الثقافات الكافرة من فوقنا ومن تحت أرجلنا ونحن لا نحرك ساكنًا غير أننا نبكي في عاشوراء؟
لماذا نبكي؟ هل نحن نبكي حادثة جرت، أم أننا نبكي حقوقًا وقيمًا انتُهِكت؟
إن كنا نبكي لأجل البكاء فدعني أصارحك بنظرة أنت خبير بها.. وإن كنا نبكي حقوقًا وقيمًا انتُهِكت فاسمح لي بالتساؤل عن موقعنا وموقفنا من تلك الحقوق والقيم المنتهكة..!!
هل نحن اليوم نقاوم انتهاك الشباب لرجولة الولاء بقصات الشعر والسلاسل والبنطولات الضيقة؟
هل نحن اليوم نقاوم انتهاك البنات والنساء لعفة الولاء بألوان العباءات وأشكال أغطية الشعر التي تفتن أكثر من فتنة السفور؟
هل نحن نقاوم اليوم انتهاك الناس لحرمة الولاء بالغيبة والنميمة وإشاعة الفاحشة والإيقاع بين هذا وذاك؟
أترك الجواب لكم، وعظم الله الأجر لقلب صاحب الزمان إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)
السيد محمد علي العلوي
7 محرم 1432هـ
13 ديسمبر 2010