لكل سلوك مقدمات، ولكل فعل أوليات، ولكل فكرة مبادئ. هكذا تعلمنا وهكذا شاهدنا وهكذا فهمنا، فليس من حركة إلا وهي مقدمة لأخرى –في الغالب الأعم-، وبالرغم من وضوح هذه الحقيقة ومنطقيتها إلا أن الكثير منا يغض عنها طرفاً ويطبق فاهاً. لماذا؟
هل هو الخوف من مواجهة الواقع؟ أم أنه الخوف من العجز؟ أم أنه حالة من عدم الثقة؟ أم أنها النفس وشهواتها؟
في الأمس القريب حذرنا وحذرنا وحذرنا من (عباءة الكتف) وقلنا بأنها إن كانت فضفاضة ولا تحكي مفاتن المرأة فهي ليست بحرام، ولكنها تبقى مصدر خطر قائم على أخلاقيات المجتمع وسلوكياته، أما السبب فهو في التحول أولاً من هدوء المرأة في مشيتها (بعباءة الرأس) إلى تسارع خطواتها وحرية ذراعيها، وهذا ينقل إلى حالة أخرى من الخفة في الحركة، وهذه الخفة في الحركة تؤثر وبشكل مباشر على حركة الفكر وسلوكه، فتأتي نتيجة إلى ذلك قضية (الموديلات) في (عباءة الكتف) ومن بعدها التضييق والتطويل والحجاب (بو تفخة)، وتطول القائمة..
إن هذه الميوعة في لبس المرأة والتي نعيشها اليوم هي نتيجة لتلك المقدمات التي حذرنا منها كثيراً، وبالمثل كان التحذير من قصات الشعر عند الشباب وموديلات البنطلونات والقمصان والرسومات التي تزينها وما إلى ذلك، فكان رد الناس بالرفض وأنه (ليس حرام)!!
اليوم هذا التقليد الأعمى لما يردنا من الغرب أنتج جيلاً لا يفهم معنى القيم فضلا عن التمسك بها، ولا يعي الفكر فكيف يمارسه؟
والنتيجة أن عادت ظاهرة المخدرات في الانتشار بين اوساط الشباب (من 14 سنة فما فوق)، وبالتزامن ظهرت معالم كارثة لا أعلم كيف سنواجه تبعاتها، فاليوم ومع غياب الشعور بالمسؤولية هجم علينا وحش فاحشة اللواط (والعياذ بالله)، ذلك القبح الذي يهتز له عرش الله سبحانه وتعالى، والمصيبة الأكبر أن الآباء والأمهات لا يريدون مواجهة هذا الواقع المرير، بل هم يستأنسون بالكذب على أنفسهم والعيش في مخدعة قاتلة.
هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ أقول –والأسى يعتصر قلبي- بأنه لم ينتهي بعد، فهناك من الأخبار ما يؤكد تعاطي بعض من فتيات المرحلة الثانوية للمخدرات (الحبوب)!!
فماذا ننتظر بعد –أيها الأخوة والأخوات- حتى نقرر فعلاً وعملاً الضرب بيد من حديد للوقوف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وجه كل من تسول له نفسه العبث بتديننا وبشبابنا التائه في وسط سخافات الغرب وميوعة التدين المستورد؟
السيد محمد علي العلوي
4 ربيع الأول 1431هـ
18 فبراير 2010 ميلادية