إثارة في العقيدة/ ٤:
أصبح واضحًا عندك أن المبدأ الأول وجودٌ مطلقٌ مستغن تمامًا ومن جميع الجهات وإلا لما كان هو المطلوب الذي نبحث عنه، وهذه النتيجة قطعية لا تنازعها أي احتمالات أخرى على الإطلاق، والنكتة هنا أن ظرفي الزمان والمكان داخلان في شمول استغناء المبدأ الأول، والنتيجة هي أصلنا الجديد والمهم جدًا.. إنه:
* المبدأ الأول خارج إطاري الزمان والمكان، فلا يُحد بطول ولا عرض ولا ارتفاع.. لا زمان.. لا مكان..
– ملاحظة مهمة:
عندما نقول عن المبدأ الأول أنه (خارج، أو فوق، أعلى، … أوما نحو ذلك من ألفاظ) فلأننا عندما نتحدث عنه نعاني بشدة من ضيق العبارة، فاللغة قاصرة جدًا عن لفظ يدل على أمر خارج إطاري الزمان والمكان!
* فلنرجع إلى الأسئلة المثارة في الحلقة الأولى:
“* ما هو الله؟ أين هو؟ كيف هو؟ ماذا عن القبل والبعد؟ ماذا قبله؟ كيف؟”
هل عرفت الإجابة الآن؟
تلاحظ قطعًا أن كل هذه الأسئلة مقهورة في فهمها بحدي الزمان والمكان، والحقيقة القطعية أن المبدأ الأول (خارجهما)، وبالتالي فإنها أسئلة خاطئة تمامًا، فالمبدأ الأول ليس من مواضيعها أصلًا..
لاحظ الأصول التي مرت.. استوعبها جيدًا.. اهضمها كما ينبغي، ثم انظر إلى تلكم الأسئلة، فإنك لن تقف على غير فقدانها للعلمية لعدم موضوعيتها، غير أن هذا لا يدرك إلا من بعد فهم ما مر من أصول.
ولكن..
إذا كان الأمر هكذا، فكيف نتمكن من معرفة المبدأ الأول الذي نبحث عنه؟
وكيف نتصور (الخلق الأول)؟
أقول:
أسئلة رائعة راقية واعية، وسنفكر فيها من الآن وحتى نلتقي غدًا إن شاء الله تعالى..
طلب:
قد تكون الصورة هائلة عظيمة مزلزلة، فانتظر ريثما تكتمل في الحلقات القادمة..
محمد علي العلوي
٧ جمادى الآخرة ١٤٣٥ هجرية