لا نكاد نتنفَّسُ نعمةَ النسيانِ والغفلةِ إلَّا وهَجَمَ على صدورنا طوفانُ خبر حادِثٍ زهقت فيه أرواح وعطبت أجسادٌ وأعضاء!!
سرعة.. انشغال بالهاتف النقال وما فيه من تطبيقات.. تجاوز من غير الحارة المخصصة للتجاوز..
والنتيجة.. حادثٌ يقع في لحظةٍ فتختنق بسببه عشرات القلوب حزنًا وكمدًا..
يا ناس.. يا بشر.. يا خلف.. لِمَ السرعة؟؟!! لماذا تتجاوزون سرعة ٨٠ كيلومتر في الساعة أصلًا؟؟!!
يا أخي لو أنَّ حيوانًا من الكلاب أو القطط يظهر أمامك فجأة لارتبكت وضاعت من بين يديك بوصلة القرار..
لو أنَّ إطار السيارة يتعرض لعطب لهربت من بين يديك عجلة القيادة..
لو أنَّ حجرًا في الشارع لم تلتفت إليه فلربَّما انقلبت بسببه السيارة..
لماذا السرعة؟! خصوصًا ونحن نعيش في بلد مساحته حول ٧٤٠ كيلومتر مربع، ومع الازدحامات المرورية وشدتها فقد تتأخر عن موعدك ١٠ دقائق.. فلنقل سوف تتأخر ساعة، لا بل ساعتين، فإمَّا أن تُبكِّر في الخروج، أو أن تتأخر الساعتين ولا أن تترك قلوب ذويك في نار الفراق طول العمر..
ماذا نسمي ما نراه في الشوارع؟؟
جهل؟؟ تخلف؟؟ عدم إحساس بالمسؤولية تجاه النفس والآخرين؟؟!! أم كلها مجتمعة؟؟
المصيبة أنَّ من تُكتب مثل هذه المواضيع له لا يقرأ!! وإن قرأ فهو في الغالب فاقدٌ للحس والشعور، ولن يعتبر حتَّى تذهب من بين يديه فرصة الاعتبار أصلًا..!!!
يا ناس.. السيارة للتنقل من مكان إلى آخر بما يتجاوز سرعة المشي، فوالله والله والله (بكسر الهاء) حتَّى سرعة ٦٠ كيلومتر في الساعة كافية، زد فوقها ٢٠، وإلَّا فابق في بيتك واكف نفسك وأهلك والناس شرور تهورك وشدة حماقتك..
اليوم لا نكتفي بمصائب السيارات، فقد ظهرت الدراجات النارية وأضيفت إلى قائمة الحريات الشخصية!! .
لا نحتاج إلى أكثر من الشعور.. الحس.. تحمل المسؤولية ولو من باب الأخلاق والأدب..
لقد فاضت القلوب لوعات ولوعات، فيكفي يا ناس والله يكفي..
الإخوة والأخوات أصحاب الحسابات الكبيرة في وسائل التواصل التكنلوجي.. أصحاب الحسابات الإعلامية والإخبارية..
نحتاج من الجميع إلى هبَّة واحدة.. صادقة، تمتد إلى شهور حتَّى تملأ كلَّ زاويةٍ في مجتمعنا.. هبَّة تبين وتحذر وتتحدث عن جريمة السرعة وجريمة الانشغال بالهواتف و(السوالف) أثناء القيادة..
أرجوكم أوقفوا هذا الصمت القاتل.. أرجوكم..
تاريخ المنشور: 10 يناير 2020 للميلاد