كانوا رباعيًا مميزًا؛ اجتمعوا على حبِّ البحر هوايةً، فتشاركوا في شراء قاربٍ (طرَّاد) يُبحِرون فيه أيَّام الإجازات الأسبوعية للـ(حَدَاق)..
والدي.. علي الحدَّاد.. محمَّد الحدَّاد.. سلمان الإسكافي..
رحل منهم علي الحدَّاد أوَّلًا.. تأثرتُ كثيرًا؛ فنفسي تهوى بقاء الأشياء الجميلة، وأتأسَّف كثيرًا على ذهاب شيءٍ منها..
ثُمَّ رحل والدي..
أنظر إلى الصور القديمة وأشعر بغُصَصٍ تعتصر قلبي، إلى أن جاء يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) بخبرٍ أهاجَ الذكريات في صدري..
التحق بالاثنين #سلمان_الإسكافي وهو في #حسينية_النعيم_الغربي يبكي الحسين (عليه السلام)..
وهكذا هي الأيَّام؛ تغيب وتغيب، وعلى حين غفلة تَنْقَضُّ لتقتلع شيئًا جميلًا من قلبي.. ذكريات الأمس تتمحض في الذكرى..
سلمان الإسكافي.. أبو مناف، كان بين الأربعة مميَّزًا بعنفوانه ونشاطه، وروحه العملية؛ فقد كان قادرًا على إصلاح ما يطرأ على مُحرِّك الطرَّاد أو نفس الطرَّاد من خلل، ولا يتجاوز الأمر دقائق حتَّى ويجد أبو مناف طريقةً ليتجاوز الحواجز والمخاطر، فتجده متدليًا في وسط البحر ليصلح شيئًا ما أو ما شابه!!
كل شيءٍ عنده ممكن.. .
رحلتَ أبا مناف، وتركتَ في القلب أجمل الذكريات، فرحم الله روحك النقية، وجمعك مع من كنتَ تبكيه حين وفاتك.. إمامنا الحسين (عليه السلام)..
الصورة الأولى لوالدي في الخلف والمرحوم سلمان يقود الطرَّاد، والثانية لوالدي مع المرحوم علي الحدَّاد..
تاريخ المنشور: 21 أكتوبر 2019 للميلاد