أرى الحسين (عليه السلام)..
خيطٌ دقيقٌ يَفْرُقُ بين دمعتين، فهذه دمعةُ حُزنٍ يَمْتَدُّ لهبُها مِنَ القَلبِ مارِجًا يكوي الوجنتين، وتِلكَ دمعةُ فَرَحٍ تحتَضِنُ الفؤادَ أُمًّا تَروي المُقلَتَين..
صَرَعَ الحُسينُ (عليه السلام) البرْزَخَ فالتقى البحرانِ دَمْعَةً تلتَهِبُ وجدًا يُنْعِشُ الصدرَ بردًا وسلامًا..
هو الحُسينُ (عليهِ السلامُ)..
أرَاهُ عالَمًا تسجُدُ المُتناقضاتُ على أعتابه فتلتقي لترتَفِعَ وجودًا جديدًا تموجُ فيه البساطَةُ في أصعَبِ وأعقَدِ صِوَرِهَا..
نَفهَمُ شيئًا مِنهُ فنتنفَّسُ انسيابَ الحِكمَةِ نقاءً..
نتنازعُ فهمَهُ فيفتضحُ جهلَنا بِرسمِ اسمِهِ، فنُضربُ بذِلَةِ التِيهِ عن مَخبَرِهِ..
هو الحُسينُ (عليهِ السلامُ)..
محمَّدٌ في تبليغه وإنذَّارِهِ.. عليٌّ في سيفِهِ وهُداه.. الحَسَنُ في صُلحِهِ..
وهو المهديُّ فاروق يوم يُسدَلُ السِتَارُ..
كن في أيِّ دورٍ من أدوارِهم، تكُن لمعةً من لمعاتِ كربلاء الحُسين..
هكذا أراه.. في لا اختزال..
أراهُ وجوُدًا مزَجَ الألوانَ طيفًا شمسُه العرش وروحه من علاه..
هو الحُسينُ (عليهِ السلامُ)..
دَمْعَةٌ تلتَهِبُ وجدًا يُنْعِشُ الصدرَ بردًا وسلامًا..
تاريخ المنشور: 27 يوليو 2019 للميلاد