من الواضح أننا نعيش في عالم مصطك بالنزاعات، مشحون بالتوترات، تتموج فيه التيارات بعنف شديد وشراسة معقدة..
في التيارات خطوط، وفي الخطوط توجهات، وكلها ذات سمة واحدة..
إنَّها سمة التعاكس والتضاد..
نعيش كمًّا هائِلًا من تحليلاتٍ واجتهاداتٍ توجهها أجواءُ الخصومة والمواقف المسبقة في زوايا ضيقة..
هيئات تحليلية صحيحة، ولكن مادتها تضج بالمغالطات تارة، والمشاغبات أخرى، وكلٌّ يدعي علمًا!
تُساق التُهم دون بينات شرعية تضمن لمن يسوقها السلامة يوم الموقف العظيم..
يبدو أن القيامة أصبحت نسيًا منسيًا؛ والمهم أن ينال كل واحد من الآخر!
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
“من بالغَ في الخصومة أثِمَ، ومن قصر فيها ظُلِم، ولا يستطيع أن يتَّقي اللهَ من خاصم”.
وقال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):
“أربعٌ من كُنَّ فيه فهو منافِقٌ، وإن كانت فيه واحِدةٌ مِنهُنَّ كانت فيه خِصلةٌ من النِفاقِ حتَّى يدَعَها:
من إذا حدَّث كذب، وإذا وعَدَ أخلَف، وإذا عاهدَ غدَر، وإذا خاصم فجَر”.
باتت (التقوى) حُلمًا تترقبه الأرض في يوم تطلع شمسه.. ولم يحن الموعد بعد..
صلاة وصوم وحج وعلم وثقافة وأقلام..
لِحى يعطرها المسك والورد..
من خلفها تطل رؤوسٌ لألسن وأقلام لا تراعي أدنى موازين التقوى في خصوماتها..
وكلٌّ يدَّعي امتلاك الحقيقة، فيسترخص ويستسهل تمزيق أحشاء الآخرين بتهم يسوقها (قربة إلى…).
قليل من التقوى أيُّها الأحبة.. قليل من الورع.. قليل من الرحمة لعل الله يرحمنا..
لن يفيدنا أحد يوم لا ينفع مال ولا ينون..
لا ينفع يومها إلَّا من أتى الله بقلب سليم..
وأيُّ سلامة للقلب والحال هذه؟!
نسألك اللهم حسن الخاتمة..
السيد محمد علي العلوي
23 من المحرَّم 1437 هجرية
5 نوفمبر 2015 ميلادية