عندما يكون لشيء ما -لسبب من الأسباب- مكانة خاصة ومميزة في نفسي فإنني وبشكل تلقائي أضع حدودًا حوله وأعتبر تعديها تعديًا على خصوصياتي..
هذه هي الغيرة بتوضيح مبسط جدًا قد تألفه بشكل أكبر إذا قست عليه شعورك تجاه زوجك وتجاه بناتك وما نحوه من شعور يتعلق بما له وجود خاص في نفسك، إنك سوف تلاحظ أن شدة التعلق يلازمها اشتداد في مستوى الغيرة، ولا أتحدث هنا عن الغيرة المرضية غير المبررة، ولكن كلامي عن الغيرة الإنسانية التي تحاول قوى الباطل تنكيرها في فكرنا وحياتنا..!!
عندما نقول بأن منشأ الغيرة هو نوع العلاقة، فهل من علاقة أقوى من علاقة الإنسان بدينه؟
حتى لا نطيل التفكير في هذه المسألة، إليكم موقف ربان الغيرة وقائدها ومثلها الأعلى.. إليكم موقف العباس بن علي (عليهما السلام) الذي أصبح في الفكر الشيعي مضربًا للمثل في الغيرة وصلابتها..
هذا هو العباس يتزاحم أمامه أمران، أما الأول فهو غيرته على الحوراء زينب (عليها السلام) ومن معها من نساء هاشميات علويات مخدرات، وغيرته على دين الله تعالى الذي يريد الظالمون انتهاكه والخوض فيه..
في ساعة القرار.. في لحظة الإقدام.. صاح العباس (عليه السلام) بأعلى صوته:
إني أحامي أبدًا عن ديني ……. وعن إمام ٍصادقِ اليقينِ
اختار العباس الانتصار لغيرته على الدين لأنها الطريق للانتصار لغيرته على حريم الله..
في هذه الليلة نحيي ذكرى العباس (صلوات الله وسلامه عليه) ولا شك في أننا سوف نسمع من الخطيب ومن الرواديد ذكر الغيرة العباسية وحرص أبي الفضل (عليه السلام) على سلامة العفة الزينبية والحياء العلوي، ومع هذه الذكرى أعرج في هذه السطور على جانب آخر يخص أخواتنا.. المؤمنات –إن شاء الله تعالى-.. أختي الكريمة دققي في مظهرك قليلًا، واطرحي على نفسكِ الأسئلة التالية:
- هل في مظهري ما يلفت نظر الرجال؟ هل ما أضعه على رأسي من تحت الحجاب (الشيلة) وله بروز كسنام الجمل يلفت نظر الشباب؟ هل عبائة الكتف التي ألبسها تبرز شيئًا من مفاتن جسدي؟ هل البنطال الضيق الذي يظهر من تحت عبائتي يلفت نظر الرجال؟ هل نظراتي ذات اليمين وذات الشمال تثير شيئًا في نفوس الرجال؟؟
اعلمي أختاه بأن كل إجابة بالإيجاب على مثل هذه الأسئلة فإنها تبعدك أميالًا عن غيرة العباس (عليه السلام) وتعرضك لغضب الله تعالى وسخطه، وأكثر من ذلك أن إظهارك ما يلفت نظر الرجال يعني أنك كاذبة في إحيائك شعائر أهل البيت (عليهم السلام).. فهل أنت كذلك؟
السيد محمد علي العلوي
6 محرم 1432 هـ
12 ديسمبر 2010