أثر المنطق الأرسطي في الفكر النحوي/ دراسة في: شرح ابن الناظم للألفية

بواسطة Admin
0 تعليق

30 March 2016

مراجعة كتاب:
أثر المنطق الأرسطي في الفكر النحوي/ دراسة في: شرح ابن الناظم للألفية
(نماذج وأمثلة)

الباحث:
عبد بن محمَّد السعيد
المعامير-البحرين

عدد الصفحات:
122

عالم الكتب الحديث
إربد-الأردن
2016م
………

يبحث الكتاب دعوى رجوع النحو العربي وضعًا لغير العرب، وللدخول في مباحث حل المشكلة قدَّم الباحث بدراسة نظرية في الفصل الأوَّل على مبحثين، أوَّلهما: المنطق والفكر النحوي، والثاني: حول ابن الناظم وكتابه.

ناقش في المبحث الأوَّل:

١/ بدايات المنطق الصوري في الثقافة العربية.
٢/ تطور الفكر النحوي ومراحله.
٣/ أصالة النحو العربي.

وبذلك وضع القارئ على مفاهيم عامة تمكِّنه من التطبيق في مرحلة حلِّ مشكلة البحث، فهو قد استعرض وبتتبع معياري سليم النقولات التاريخية والآراء البحثية في مسألة النحو العربي من حيث كونه أصيلًا أو مكتسبًا من غير العرب، وفي استعراضه لم يظهر منه ميلًا إلى جانب دون الآخر، وهذا من مميزات الباحث الموضوعي المستقر نفسيًا والصافي ذهنيًا.

انتهى في هذا الفصل إلى أنَّ النحو عربي أصيل، مستشهدًا بسيبوبه وبُعدِه عن الموروث الآخر في كتابه، وهذا مع التسليم بأثر المنطق الأرسطي في كتب النحو العربي ابتداءً من القرن الرابع الهجري تقريبًا، وقد أرجع هذا الأمر إلى طبيعة التداخلات الثقافية بسبب الترجمات والحوارات والهجرات وما إلى ذلك، ولم يقتصر الأمر على علم النحو فقط، ولكن الأثر بطبيعة الحالة قد ظهر في علوم الكلام والطب وغيرهما.

وأمَّا في المبحث الثاني فقد استعرض ناقش:

١/ سيرة ابن النظام.
٢/ شرح ابن الناظم: قيمته ومنهجه.

في هذا المبحث تمكن الكاتب من إدخال القارئ الميدان التطبيقي برؤية موضوعية واضحة، وذلك بإنصافه الراقي للألفية وشارحها، دون أن يظهر منه أدنى اصطفاف أو ما شابه، فقد انتقد ما يستحق النقد، وأثنى على ما يُمدح، واتضح في هذا الفصل سبب اختياره شرح ابن الناظم على غيره من كتب النحو؛ إذ أنَّه صاحب صنعة منطقية ورأي نحوي واستقلال علمي، وهذه ميزات قد لا توجد في غيره من النحويين.

وعلى أيَّة حال فالمعالجات البحثية في الفصل الأوَّل كانت علمية وازنة غاية في الموضوعية والاستقرار المعرفي.

انتقل الباحث إلى الفصل الثاني من كتابه، وهو فصل تطبيقي تناول مباحث ثلاثة:

١/ الحدود والتعريفات.
٢/ تقسيم المادة النحوية.
٣/ مباحث الاستدلال.

وهي مباحث تطبيقية استل فيها الباحث شواهد من شرح ابن الناظم تبين تأثره بالمنطق الأرسطي فكرًا ونظمًا وصياغة وإبرازًا.

انتهى الباحث إلى أنَّ التأثر بالآخر ليس عيبًا ما دام موضوعه في حدود المعايير الواضحة للفكر القويم، ولكنَّه أوصى بتخليص النحو من الأثر المنطقي والفلسفي في مراحل الدرس الابتدائية؛ وذلك لتجنيب الطالب ما قد يصيبه من تشويش بسبب العمق الذي يحدثه النظر المنطقي الفلسفي.

أتفق مع الباحث في ما خلص إليه، وأثني كثيرًا على موضوعيته الراقية وسلامة نفسه من المصادرات والإطلاقات غير العلمية، وأضيف:

أعتقد بأنَّ العلوم، كل العلوم إنَّما هي عملية تنظيمية وتنسيقية لمجموعة موضوعات لمسائل متفرقة، ويتأكد ذلك في العلوم العقلية، وفي مقدمتها علم المنطق، فهو نظام فكري يتبعه الإنسان بفطرته، وجاء هذا التدوين لتنظيمه وإحكام مسائله، وبكل تأكيد هذا لا يعني خروج علم من العلوم عن كشَّاف النقد وحبر التقويم، ولكنَّ ذلك مشروط بالإحاطة الحقيقية والموضوعية الفعلية.

ثُمَّ فليتأثر علم النحو بالمنطق الأرسطي، فهل في ذلك إخلال بالمطالب النحوية؟

إن كان الجواب بنعم، فليكن النظر حينها في أسباب الإخلال، فإن كان أصل دخول المنطق أُبعِد، وإن كان لبعض غير المتوافقات فليشذب، وهكذا فالأمر هيِّنٌ ما دمنا نعيش الموضوعية ثقافة وفكرًا وعملًا.

بالرغم من إعجابي الكبير بالمستوى العلمي الراقي للباحث، إلَّا أنَّني لم أُذهل، فهو بحراني معاميري، وطالما أنتجت البحرين قامات علمية شامخة، فرحم الله الميثم والماحوزي والتوبلاني والسماهيجي والحدائقي والمقلَّد، وغيرهم من فحول العلم وأساطين المعرفة، فهنيئًا لهذا الأرض تربتها الطيبة الخصبة.

يستحق الكتاب النجوم كاملة.. وبلا تردد.

السيد محمَّد علي العلوي
١٩ جمادي الآخرة ١٤٣٧ هجرية

30 مارس 2016 ميلادية

http://www.goodreads.com/review/show/1584274667

 

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.