رؤية دقيقة في كلمة حيوية للشهيد الشيخ مرتضى مطهري (قدِّس سرُّه):
💡 “كان أحدُ أصدقائنا يقول: عندما كنتُ صغيرًا، كنتُ أرى الأطفال يتجمَّعون حول القطار عندَّما يتوقَّف، وكانوا ينظرون إليه ولسان حالهم يقول: ما هذا المخلوق العجيب؟
وكان واضحًا أنَّه يحتلُّ في قلوبهم مكانةً ومنزلةً، وما دام متوقِّفًا فقد كانوا ينظرون إليه بعين التعظيم والتكريم والاحترام والإعجاب.
ولكن عندَّما تحين ساعة الانطلاق، يأخذون بالهرولة إلى جانبه ليرشقوه بالحجارة، وكنتُ أعجب لهذا الأمر وأتسائل: إذا كان لا بدَّ من رميه بالحجارة، فلماذا لا يُرمى وهو ساكن؟ وإذا كان جديرًا بالاحترام، فلماذا لا يكون له ذلك وهو يتحرَّك؟!
لقد بقي هذا الأمر بمثابة اللغز بالنسبة لي، إلى أن كبرتُ ودخلتُ المجتمع، حيث وجدتُ أنَّ حياتنا تخضع لهذا القانون المطَّرد، فإنَّ أيَّ شخصٍ وأيَّ شيءٍ، طالما هو ساكِنٌ فهو محترم، طالما هو صامِتٌ فهو معظَّمٌ ومبجَّلٌ، ولكن بمجرَّد أن يتحرَّك يُصبِح بلا معين، بل يُصبِح مرمى للحجارة..”.
📗 عن كتاب: محمد باقر الصدر، السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، لأحمد عبد الله أبو زيد العاملي/ المجلد ١ م١٦
السيد محمد علي العلوي
14 يونيو 2015 ميلادية