نسخة pdf
كتاب: (قصاصات فكرية)
حاجتي إلى أن أقرأ ما تحمل من فكر أشد من حاجتي لقراءتك ما أحمل..
مما أتمناه أن أشهد يومًا تزدحم فيه وسائل التواصل الثقافي بالمقالات والبحوث والأفكار، فنحن كمجتمع لا نتكامل إلا بالتعرف على بعضنا البعض (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)..
لا يهم من تكون، كما أنه لا يهم من أكون..
المهم أولًا وأخيرًا هو الفكر الذي يغذي ويقوم البناء الثقافي والفكري للأمة، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “أنظر إلى ما قيل، ولا انظر إلى من قال“..
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لكميل بن زياد: “ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلا معرفة“..
ينبغي لنا أن نطلبها حثيثًا.. إنها الأس والأساس.. إنها الأصل الأصيل.. هي هي البناء الصحيح لأي نهضة حضارية يرومها مجتمع واع..
المعرفة.. إنها من المباحث المحورية في البحوث الفلسفية، فلا يتوهمنها أحدٌ سهلة لا جد فيها..
المعرفة.. مشوار لا ينتهي من العمل.. الجهد.. الجهاد..
القراءة الواعية.. النظر الموضوعي.. الحوارات الراقية..
إننا في حاجة متعاظمة إلى مجموعة هائلة من التنظيرات العلمية كمقدمة ضرورية لأي تغيير ننشده، ولا ينبغي لنا القبول بأن نكون كمقبض المغرفة الذي ما إن ينكسر حتى رمي تحت القدر وقودًا.. وأي مصير للمقبض غير التلف، عاجلًا أم آجلًا؟!!
أمة تنتسب في عقيدتها لمحمد وعلي (عليهما السلام) لا يليق بها إلا أن تكون مهندسة هذا العالم..
إنه مطلب لا يُنال إلا بالعلم والمعرفة والحكمة..
وقبل المغادرة..
اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ، وأنتِ معه بلا فرق..
أكتب.. أكتبي.. ولو خاطرة..
لا تقل لا أعرف.. احذري توهم العجز..
ولنلتقي جميعنا في سماء المعرفة فنشكل سحابة تملأ الدنيا غيثَ خيرٍ وبركة..
السيد محمد علي العلوي
28 جمادى الأولى 1434 هجرية
26 مايو 2013 ميلادية
لتصفح وتحميل الكتاب