إثارة في العقيدة/ ١٠:
سواء تمامًا إنْ صدَّق إنسانٌ بالشمس مصدرًا للضياء الذي يعم غرفته أم أنكر، فهو يتحرك ويقرأ ويأكل ويغير ملابسه وما شابه على هدي من الضوء الذي تبعثه الشمس، وهو نظام تكويني لا يتوقف في شيء من أمره على غير الإرادة التكوينية للمبدأ الأول وهو الله جلَّ شأنه..
بالمثل تمامًا، فإن (العلة المتوسطة) التي جعلها الله تعالى مجمعًا للأسماء (الواحدية) هي مرجع مطلق المعرفة، ولا يؤثر في هذه الحقيقة لا تصديق المؤمنين ولا إنكار المنكرين بها، فلا معرفة ولا علم ولا إيمان ولا عقل ولا حكمة إلا ومصدرها (العلة المتوسطة) وهي حقيقة النور الأول، محمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)..
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)..
هذا النور هو الرحمة التي تشمل الأولين والآخرين من الأحياء والجمادات وكل خلق مطلقًا..
وللإجابة على سؤال الأمس:
“أيهما أفضل: أن يقال (يا علي)، أو (يا الله)؟”
أطلب من المتابع العزيز تدبر النصين التاليين:
١/ قال الباقر عن أمير المؤمنين (عليهما السلام): “فنحن روح الله وكلماته، وبنا احتجب عن خلقه”.
٢/ قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في دعاء الصباح: “وتنزه عن (مجانسة) مخلوقاته”.
ونلتقي غدًا بحول الله وقوته..
محمد علي العلوي
١٣ جمادى الآخرة ١٤٣٥ هجرية