لن تكون يومًا (طقوسًا)..
جاء في قاموس المصطلحات الكنسية:
“الطقوس: كلمة طقس هي كلمة معربة من اللغة اليونانية (τάξις) ومعناها نظام أو ترتيب. ويراد بكلمة طقس في الكنيسة الترتيبات والنظم الروحية التي يجب مراعاتها في العبادات المسيحية من صلوات كلامية أو حركات خشوعية أو رمزية ويدخل في ذلك أيضًا شكل الكنيسة وأدواتها ورتب الكهنة وملابسهم.
يعني نظام أو تريب مع تدبير وحياة معينة – يلزم أن يمارس الطقس بروحانية وبعمق”.
هذه الكلمة، بحسب تتبعي، غير موجودة في المعاجم القديمة، ولم ترد لا في الكتاب العزيز، ولا في الحديث الشريف..
هي كلمة أقرب في معناها إلى الحالة الآلية الفاقدة للوعي، ولو كانت كلمةَ خيرٍ لوصف بها الثقلان عباداتنا وشعائرَنا ومظاهرَ إحيائِنا..
يُكرِّرُ بعضٌ كلمةَ (طقوس القراءة)!!
يقصدون، كما يبدو، استعدادات خاصَّة يقوم بها القارئ قبل شروعه في القراءة! والحال أنَّ في هذا الفرض تكلُّفًا من جهة، وتأسيسًا لثقافة سيئةٍ من جهة أخرى..
أمَّا وجه السوء فيه فالزيادة الترفية التي تُخرِجُ القراءة عن حدودها المتميزة عن غيرها، والتمييزية بين النافع الموضوعي وغيره من المُزخرَف وما دونه..
تحوَّلتْ القراءة في زماننا عند البعض إلى شيء يشبه الهروين أو ما نحوه من سوالب العقل، ولذلك نجد منهم من يلزم نفسه بقراءة كل ما سوَّد ورقًا وسُمِّي رواية أو فلسفة، وهو في الواقع لا هذه ولا تلك!!
نرجع إلى ما نتقرَّب به إلى الله تعالى في خصوص عاشوراء ومناسبات إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)..
فلنؤكِّد.. هي إمَّا شعائرُ مُتَّفقٌ عليها، وإلَّا فهي مظاهِرُ إحياءٍ مُختَلَفٌ في شعيريتها.. وكلامنا، قطعًا، في ما أقرَّ أمرَه فقهاءُ، لا غير ذلك..
ولنؤكِّد على أمر آخر، وهو أنَّ الشعيرةَ الإسلامية، أو المظهر الإحيائي، قد يكون عند غير المسلمين أيضًا، وحينها فليكن بالنسبة لهم طقسًا، ولكنَّه عندنا ليس كذلك، بل هو شعيرة أو مظهر إحيائي.. فافهم يا رعاك الله..
لن تكون شعائرُنا ولا مظاهر إحيائنا يومًا (طقوسًا)، ولن يقع عُقلائُنا في أحابيل التشويهات المفاهيمية التي يصنعها الشياطين ويتبناها مَغرُورون ومُغَرَّرُون..
تاريخ المنشور: 3 سبتمبر 2019 للميلاد