نتأمل الحسين (عليه السلام) فنجده الشخصية التي جمعت في نهضتها الكربلائية كل مفاصل التاريخ البشري، فلقد كانت كلمته (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) شاملة كافة أبعاد الصراع بين الحق والباطل، وهو الصراع الذي انطلق منذ رفض إبليس السجود لعظمة النور في آدم (عليه السلام).
كانت كربلاء الحسين فكرًا ومنهجًا في أطروحة متكاملة جسدت الهدى في أبهى صوره الإنسانية، ولأنها كربلاء التاريخ والحاضر والمستقبل فإنها للمؤمن قرآن حياة يترجم قرآن ليلة القدر العظيمة، فإنه إن أراد فهم ما بين الدفتين فهمًا موضوعيًا عمليًا لجأ إلى الحسين (عليه السلام) في نهضته الإلهية فليفوز بإحدى الحسنيين.. إما النصر وإما الشهادة، ولا شك في أن الشهادة نصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
انطلاقًا من هذه الرؤية شرفني الله تعالى بتوفيقاته فكتبت هذه السطور فيما أراه موضوعًا للعمل على نهج الحسين (عليه السلام) الكربلائي، ومن الله ألتمس الأجر للإصابة والتجاوز عن الخطأ وتقويمه برحمته.
السيد محمد علي العلوي
1 مايو 2012 ميلادية
لتصفح الكتاب وتحميله